منتدى البلوز العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبك بك يا زائركل شيء تريده
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رسالة من مغترب إلى الوطن

اذهب الى الأسفل 
+2
Admin
0000000000000000000000000
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
0000000000000000000000000
مشرف النكت والطرائف
مشرف النكت والطرائف
0000000000000000000000000


ذكر عدد الرسائل : 562
العمر : 28
المربع : <FONT face="Arial ,Tahoma" size="4" color="#FFFFFF"><marquee bgcolor="#000000" behavior="alternate" direction="right">لا تنسى ذكر الله </marquee></FONT>
تاريخ التسجيل : 06/01/2008

رسالة من مغترب إلى الوطن Empty
مُساهمةموضوع: رسالة من مغترب إلى الوطن   رسالة من مغترب إلى الوطن I_icon_minitime16th يناير 2008, 11:05 am

سلام عليك, من محيطك إلى خليجك.
سلام على برك وبحرك, وشطآنك وصحرائك, سهولك وجبالك, وعلى كل المقيمين فيك.
لا أريد أن اكتب فيك شعرا ـ فانا لست بشاعر ـ و قد أغرقك الشعراء في بحور أشعارهم, الموزون منها, وفاقد الوزن. المقفى, والمنفلت من كل قافية وقاعدة وناظم , فطغى كاذبه على صادقه, ولم يعد ديوان العرب.
ولا قصة أو مقالة أدبية. فقد جعلك العديد من أدبائك قصصا وحكايات, و روايات, واقعية أو خيالية, متداخلة الحبكات و العقد, حلولها مستعصية حتى على مؤلفيها أنفسهم. ولا رسمك صورة أو بطاقة تزويقية, فرساموك اختصروك بلوحات كلاسيكية, أو حداثية, أو منسابة خارج كل الأطر, لا تُظهر ملامحك الواقعية لتخالط الألوان وتنافرها إلى حدود الصراع والكراهية, مستعيرة سماتها من صور معلقة منذ عقود في الزوايا و على كل جدران مدنك وأريافك, ولا تشبه أي وطن أو إنسان. ولا بطريقة ممثليك ونجومك, بتوزيعك, على حلقات, في مسلسلات استعراضية, ومسرحيات عبثية.
ولا بلغة أكاديمية, أو خشبية. تغرق في البحث والتحليل والاستنتاج, وتغوص في المجاهيل, غوصا دون خروج بمفيد من المعلومات. في سطورها يزداد الغموض غموضا يؤهل قائليها و كتابها حمل ألقاب جامعية تسندهم على مراتب العبقرية.
ولا أخاطبك. معاذ الله, بشعارات حزبية, تختصرك بكلمات. وتحتكرك لبعض الفئات, وتُقصي الجميع عن الوطنية, فتنساك أنت وتهتف مجدا لحكامك بأمرهم وليس بأمرك.
اكتب لك ببساطة المحب وصدقه ومن القلب للقلب.
اختلفت فيك المفاهيم, أيها الوطن العزيز, إلى درجة أصبحت فيها بلا مفهوم. ومستعص على كل فهم سليم. فتارة أنت دولة محيطية/خليجية. أو أمة في طور التكوين. وأخرى لست إلا جزءا منها يسعى إلى الكمال, أو إقليما فيها, أو قطرا من أقطارها. و طورا دولة مستقلة ذات سيادة, فيها كل مقومات الدولة: إقليم. وشعب. وسلطة حاكمة تملك الإقليم والشعب معا ملكية خاصة ودائمة, أو تستغلهما, في أحسن الأحوال, بعقود امتيازات شبيهة بعقود امتيازات شركات النفط في بدايات القرن الماضي, تقع على الأرض وما تحتها وما فوقها, وعلى امتداداتك الواسعة. ولمدد تصل إلى 99 عاما قابلة للتجديد.
لا أريد أن أطيل عليك, فقد يثور الرقيب وتذهب كلماتي أدراج الرياح. في رسالة سابقة أرسلتها تحت عنوان "من مغترب إلى مقيم امتهن الصمت" ـــ ومعذرة لمصارحتك, قلة من يتحملون نتائج المصارحة, ويصدقونك القول, ومعذرة لتسميتي الأشياء بأسمائها, مواطنوك أصبحوا مجرد مقيمين فيك دون رعاية أو حماية, وأنت لا تستطيع منحهم درجة المواطنة وحقوق المواطنية. فقدت هويتك فكيف يمكنك منح هوية؟ ـــ لم اطلب منه جوابا علىيها , و لا حتى رد التحية. و لا اطلبه منك. فالأجوبة ممن يملك الحق فيها. والقدرة عليها. و لمن له صفة. ولا يعتد بها إن جاءت من ناطقين بالسنة أعجمية.
وطني العزيز. يروي التاريخ, صحيحه, انك كنت, في فترة احتلالك واستعمارك, تعتز, أيما اعتزاز, بمواطنيك من أبنائك, بقدر اعتزازهم بك. فالصلة صلة انتماء, وولاء, ومحبة متبادلة, ووفاء. مواطن ووطن. فلا عجب أن قدمت من أجلك الملايين أرواحها قرابين على مذبح حريتك واستقلالك, ألا تذكر المليون ونصف المليون شهيد في الجزائر وحدها؟ كان يعلو اسمك مع سقوط كل شهيد, وباسمك ترتفع الرايات والبيارق, وخوفا وخجلا منك تتخفى البيادق. كنت تمنح الهوية, وبها ترتفع الرؤوس اعتزازا وفخرا. ووحدك تحدد معايير الرجولة والوطنية.
عزيزي الوطن. في أيام استقلالك الأولى كانت الملايين تخرج زاخرة إلى الشوارع لتحييك, تهتف باسمك بصدق وعفوية, وتلتهب الأكف والحناجر, منادية بوحدة عربية وكرامة وحرية. كانت الآمال والأحلام في عيون الكبار والكهول, وفي عيون الأبرياء من أطفالك, وكان الأخ مناصرا لأخيه, ويشكل الجميع جسدا واحدا, متعاضدا كالبنيان المرصوص بفعله, رافضا كل رص من غيره.
كنت وطنا و مشروع بناء, لتأخذ بين الأوطان مكانة أنت جدير بها. فأنت لست دون تاريخ أو حضارة. على أرضك درجت أوائل البشرية. ومنها كانت المعابر لكل صوب واتجاه. واُخترت مهبط الديانات السماوية, ولو لم تكن أهلا وحام لها لوُئدت في المهد وئد بنات الجاهلية. تركت أسفارا, تركت أثارا, وأوابد اعجازية. ولم تفاخر عبثا. ولم تُقم حولك الأساطير. ولا ادعيت ما يدعيه نزلاؤك الجدد, دون عميق ارتباط, الذين يكتبون عنك وباسمك, فيخزونك بكتاباتهم وتفسيراتهم واجتهاداتهم. ويُعلون "أمجادهم" على أمجادك, وكأنك الحفيد وهم أجدادك.
وطني, معذرة للتذكير بحالك, أنت اليوم خارج التاريخ وخارج حيز مكانك. صادرك العاقون من أبنائك, قهروك بدبابة ومدفع. وادعوا ميراثك, على عين حياتك, واستأصلوا, بكل الوسائل, الشرفاء والمخلصين. وسطوا على تاريخك يطلبون شرعية, وبعد دراسة وتمحيص وتفسير وتركيب ,اختلف الجميع وتقاتلوا وتناحروا وتفرقوا, فهذا يريد خلافة أو إمارة, وذاك ملكية أو رئاسة أبدية , ومن قعد به الطموح لا يريد إلا اقتطاع مزرعة أو ضيعة أو ولاية. ولكن الجميع أجمعوا, بعد عميق تفكير وتحليل وروية, على تعميم تحليل سفك الدماء, وحجر وقمع النساء. وإلغاء كل معارض. وعلى شطب, من فصيح العربية, كلمات الشهامة والنبل والفروسية. والتسامح والتعايش والشراكة والتعاون , وخصوا, بالشطب واللعن كل اللعن لفظة التداول, واستبدلوها بكلمات من أصول بربرية.
كما أذكّرك وطني العزيز أن لك امتدادات بشرية في المهاجر. وبالملايين. حملوك ويحملونك في القلوب أينما حلوا. وتقلقهم أخبارك ومآلك. ولا يحملونك أسباب الهجر والطرد ومنع الدخول.لأنك أنت, عفوا, كدت أو تكاد أن تهاجر.
وطني الحبيب بأم العين رأيت وأرى المئات, فرادى, من مهاجريك سرا ودون وثائق إقامة آو سفر, يبكون أمام القضاء الفرنسي عند التأكد من ترحليهم وإعادتهم إليك, وأمام استغراب الحضور وتساؤلهم هل هي دموع الفرح بالعودة إليك؟ أم دموع الحزن والخوف وخيبة الأمل والعودة للإذلال والتحقير وغموض المصير؟ هل يبكى مواطن حزنا لعودته إلى وطنه؟ (ويحضرني عندها ما يقال بالعامية: اللي بيدري بيدري واللي ما بيدري بقول كف عدس). والقول: إن عُرف السبب بطل العجب. و أصدقك أيها الوطن قبل أن تذهب بك الظنون, أنها ليست كراهية لك, وإنما لمغتصبيك ممن يفترض أنهم من بنيك, ودليلي, زيادة على أقوالهم, مطالبة الفلسطيني ومنذ عقود وعقود بعودة من اجلها ينزف الدم والدموع, ويرفض كل تعويضات الدنيا ومغرياتها مقابل التخلي عن تينك وزيتونك. أليست محبة الأوطان من الإيمان.
يلاحق مغتصبوك الجزء المهاجر منك إلى مهاجرهم, ليس لتوفير الحماية والرعاية, وليس للتذكير بالعودة والإعداد لها, ولا لطلب خبرة أو مشورة, وإنما للتهديد وتوزيع التهم بالعمالة والخيانة والتطاول على ذاتهم المعصومة, تهم كتلك الملصقة داخلك بمواطنيك ممن لا يدينون لهم بالولاء كل الولاء. وممن يذكرون بان لهم هم أيضا حقوقا فيك وعليك, تحميها القوانين والشرائع. وبأن عالم اليوم لم يعد عهد السلاطين والقياصرة والعظماء والزعماء, وان الحاكم خادم شعبه ينتخبه لخدمته ويعزله ويحاسبه حين الإساءة. وان القانون فوق الجميع. والوطن للجميع.
وحتى لا أكرر ما أقول, ولا أكتب من خلف ظهرك, أرفق لك رسالتي التي تحدثت لك عنها لأخذ العلم والإطلاع.
رسالة من مغترب إلى مقيم امتهن الصمت
سلام عليك وعلى الوطن. وعبرك للأهل من المحيط إلى الخليج أحر السلام.
أطمئنك يا عزيزي وأطمئن من حولك, وكل من يمت لك بصلة, إني لا أطالبك برد. فأنت ولو حاولت لا تملك حقه. وان رددت فليس بلسانك, ولا بقلمك, عوّدوك الصمت فاعتدته وأتقنت فنونه. باسمك يتحدثون وبلسانك يعبرون. وعنك يقررون. فما أنت إلا مجرد مقيم في الوطن, دون درجة مواطن. إقامة ليست دائمة ولا مؤقتة , ليست جبرية ولا اختيارية, عصية على التصنيف, وليس لها مثيل في أوطان الآخرين . ومع ذلك تؤهلك لئن تكون, مشروع مغترب, يترقب فرصة سعيدة, أو مشكوك بسعادتها. فجذورك عندهم غير عميقة. ويحفرون حولها ليسهل اقتلاعها أو إسقاطها, ولتصبح دون أصل. أو لتخضعه لأصولهم. قد يسهلون لك النزوح, معذرة من كل النازحين, أو السفر للمجهول, لتُدخل لجيوبهم العملة الصعبة, الصعبة عليك السهلة عليهم. فأوطان الآخرين مازالت بحاجة لخدم, ولأيد عاملة رخيصة, يسترخصون كل شيء فيها. قد تصبح مستثمرا من يدري. فتدفع المعلوم ويتقاسم معك المُتنفذون ريع أتعابك لقاء الاستثمار في ملكيتهم, وطنك !!!. ولأنك ستدفع لهم كذلك الرسوم حيث كنت ــ فأنت, مع الفارق الكبير الكبير, كسحابة هارون الرشيد التي خاطبها بقوله اذهبي وأمطري حيث شئت فريعك سيعود لبيت مال المسلمين ـــ لقاء حمايتك في الخارج ورعايتك التي لم تتح لهم الفرصة ليوفروها لك حين كنت بينهم في بلدك, بلدهم, ومن يدري قد يرعونك رعاية فائقة إذا توفرت بك الشروط وعدت يوما زائرا.

عزيزي المقيم مُمتهن الصمت ومُدمنه, أنت لست بعيدا عنا في هذا العالم الذي أصبح كقرية صغيرة. نراك في المحطات الفضائية ــ فالأرضية لا تصلنا ولا ندري الفرق بينهما ــ سعيدا في كل المناسبات, وحتى التي لا يحق لك معرفة مناسبتها. رغم سوقك إليها سوقا أصبحت من مدمنيها وروادها ومتقنا لآلياتها. تفتقدها أن تأخر تنظيمها. تصفق. تهتف. تردد الشعارات المقتضبة, ولكن الغنية بالمعاني (بلاغة). محتقن الوجه. "مرفوع الهامة تمشي". تلوح بالإعلام والصور تلويح الخارج لتوه من معارك التحرير والنصر المبين, والمتحفز لأخرى قادمة اشد ضراوة وأكثر مصيرية. ثم تعود بعد جهدك, غير المأجور, إلى صمتك لتلتزمه. و إلى بيتك وذويك وأولادك, مدمي الكفين والكعبين, بعد رهنك لروحك ودمك هناك, وفقدانك لكل شيء, ليس لفداء الوطن وإنما لفداء أسياده وحماته.

نراك حامدا شاكرا إذا ما أريد فك الصمت عنك, ثانية, لاستطلاع رأيك, استنطاقك, فنحسبك في اليمن السعيد, حين كان سعيدا, تدعو لمن نزّلوا عليك النعم بطول العمر والخلود. ولمن صفعوك بان يقدرهم الله دائما على الصفع. ففي الصفع تثبيت للأمن, وقطع لدابر التآمر. ولان ليس لديك , أو لم يبق لديك, ما تهدية لهم نسمعك تهديهم الأغنيات في برامج ما يطلبه المستعمون, فالجود من الموجود.

عزيزي المقيم ممتهن الصمت, سنسوق لك بهذا الصدد مثاليين احدهما ديني والأخر دنيوي من التاريخ البعيد,( فالقريب ممنوع عليك, ومستعص فهمه, لكثرة الشروح على الحواشي, والتفسير حسب الطلب, وإرضاء الأذواق والأهواء’ وإصرار كل طاغية على دخوله وتسجيل نفسه بسطور من ذهب) متعلقان بالخروج عن الصمت والإصرار على قول الحق.

تصور إلى أي اتجاه كانت ستذهب الإنسانية, وكيف كانت ستكون, لو أن الأنبياء بقوا صامتين حينما كان يُراد تكميم أفواههم. هُددوا بالقتل وعُذبوا ورُجموا, فصُلب عيسى عليه السلام. وضُرب وهُجّر محمد عليه الصلاة والسلام, وأبوا إلا قول الحق وإيصال الرسالة. الم يقل الرسول الكريم وفي أقسى ظروف حياته لعمه: " والله يا عم لو وضعوا الشمس على يميني والقمر على يساري على أن اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أموت دونه".

تصور لو بقي نواب الآخرون état tiers في فرنسا القرون الوسطى صامتين أمام جور الملوك واحتقارهم لهم, وهم يمثلون يومها 96 % من الشعب الفرنسي, ولوا صمتوا عندما أغلق الملك جمعيتهم الوطنية l’Assemblée و تأكدوا من نيته بحلها. ولو لم يجتمعوا فورا في صالة مجاورة ويقسموا, قسمهم المشهور, على أن لا يتفرقوا إلى حين تشكيل دستور للمملكة. ولو صمتوا عند علمهم بان وحدات عسكرية ملكية ستدخل باريس وتعتقلهم. ولو صمت الشعب عن مساندة نوابه ولم يقتحم سجن الباستيل ويسقط رمزا من رموز الظلم في العصور الوسطى. ويفجر ثورة 1789, ويبدع إعلان حقوق الإنسان والمواطن وما ترتب على ذلك لا حقا والى اليوم.

ونرجو أن لا تفهم من هذا مقيمنا العزيز إننا نريدك نبيا. فقد انتهى زمن النبوة. و لا ثوريا فرنسيا أو بلشفيا. وإنما إن أردت أن تبقى صامتا أن تتقن فن الصمت, السلبي منه والايجابي. الصمت المطلق ووحيد الصفة لا يكون إلا في المقابر وما حولها.

لا أريد التنظير في فلسفة الصمت والتعبير فأعانك الله على ما يُنظّر لك, وبك, وعليك. وإنما القول ببساطة , ولكن ليس دون جدوى, بالفارق بين الصمت عن المرتشي والدفع له , و الصمت عليه ولكن دون دفع, فهذا قد يغير الشيء الكثير مستقبلا. الفارق بين الصمت عن استئساد الموظف عليك حين تطالبه بانجاز معاملة لك, والصمت عند خروجك دون أن تقول له أمرك سيدي. بين الصمت السلبي عندما تسمع نشرات الأخبار التي لانهاية لها مع التعاليق المنفرة والمتخلفة, والصمت الايجابي بالقيام لقضاء حاجتك عند بدئها. الصمت عن المسلسلات المسماة زورا تاريخية, والتي تغزوك من كل المحطات الفضائية ليلا نهارا, وبحلقات لا تنتهي, مازجة الماضي بالحاضر مع تنبؤات المستقبل, والصمت الايجابي المتمثل بإخماد صوت ناقلها.

عزيزي المقيم لا أريد الإطالة عليك, فكل ما هو عندك يبدو لا نهائي. وإنما أريد أن أطمئنك بان غالبية من أخوة لك مغتربون , وباقامات دائمة, قادمون من وطننا العربي الكبير هم أيضا يمتهنون الصمت, ويجيدونه, منقولا معهم في الرؤوس والحقائب من الوطن الأم. الصمت في السياسة فقط. وحين ينطقون يخلطون بين الحاكم والمحكوم والوطن.

يرفضون النطق حين وجوبه, و الحديث عن الغربة وأحوال المغتربين. فيُختار عنهم ناطقون معرفون بذلاقة اللسان, وفن التدليس," وتمسيح الجوخ" والتزلف لذوي الشأن, ليمثلوهم في الوطن ويقدموا صورة عنهم. فتعقد لهم عندكم المؤتمرات والندوات والحفلات. فينقلون لكم صورة عن الاغتراب والمغتربين, على إنهم جميعا, ودون استثناء, أساتذة جامعات مبرزون, وعلماء مبدعون, وأطباء لا يجارون في طبهم. ورجال أعمال خلاقون. وباحثون طوروا علوم الغرب , وأضافوا على المتطور منها تطويرا على تطوير. وان كل هذا لم يكن ليحدث لولا توجيهات أصحاب السيادة والسعادة من رؤساء وملوك وأمراء عندكم.

لا شك أن هناك أقلية من المغتربين وصلت إلى مستويات مرموقة ومحترمة في ميادين عديدة في بلدان الاغتراب بفضل جهودها الشريفة والجبارة, دون توجيهات من أحد, هذه الأقلية لا تداهن ولا تصمت. تسمى الأشياء بأسمائها. وعليه فهي لا تدخل في عداد وفود المغتربين القادمين إليكم. وحتى لا يقبل دخولها لزيارة الوطن والأهل, والحديث إليكم أخي المقيم. قد يجوز لكم الاستماع فهو لا يتعارض مع الصمت. النطق وحده والملعون.

أخي المقيم قد لا تعلم أن إخوانك المغتربين في أصقاع هذا الكون الفسيح يعدون بالملايين. بينهم ممن لا اقامات لهم. مطاردون من الشرطة. مستغلون من المتسترين على أوضاعهم. موقفون في الحجز ومراكز استقبال الأجانب قيد التسفير. تتدخل لصالحهم منظمات حقوق الإنسان. وتصم عنهم أذانها سفارات وقنصليات بلدانهم. و لا تذكرهم الوفود التي تحدثت لك عنها, فهم غير جديرين بالمفاخرة بهم ويشوهوا سمعة البلد والقائمين عليه.

هناك أخي المقيم أطباء, وحملة شهادات عليا قدموا للعمل في المهاجر، يعملون مع طلاب ممنوحين, وغير ممنوحين ـ رفضوا العودة إلى بلادهم, بعد انتهاء دراستهم بالفوز آو بالفشل ــ بأسواق الخضار. وأعمال التنظيف, وفي دهن الأبنية وكساء الجدران... يصرّح من اقتيد منهم أمام القضاة للمحاكمة بجنحة خرق قانون الهجرة, لعدم حيازتهم على أوراق الإقامة المطلوبة, بأنهم يفضلون السجن على الترحيل. وحين يخبرهم القضاة أن بعد السجن لا بد من الترحيل, يهزون رؤوسهم موافقين, وبهمس يجيبون " لحينها يفرجها رب العالمين".

لاشك انك سمعت بقوارب الموت ــ وأرجو أن لا تكون قد فكرت يوما بركوبها ــ وبغرق غالبية مستقليها مع أحلامهم. أحلام بعمل شريف وكرامة محفوظة, افتقداهما عندكم. لا تنتهي مأساة الناجين بنجاتهم من الغرق, وإنما تبدأ مآسيهم في التخفي, ومطاردة الشرطة لهم, واستغلالهم, والتوقيف في المراكز المخصصة لحجز المهاجرين غير الشرعيين. والمحاكمة. وأخيرا الترحيل إلى البلدان التي قدموا منها.

أسألك أخي المقيم ( وانأ اعلم سلفا انك سوف لا تجيب وتخرق التزاما قطعته على نفسك, ولا قواعد مهنتك, ولا التنكر للنصيحة التي صما حفظتها : إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب).

ــ هل لم تعد بلداننا قادرة على معيشة أبنائها؟.
ــ الم تكن تفعله سابقا وطيلة تاريخها؟.
ـ ألم تكن هدفا للاحتلال لوفرة خيراتها ؟ .
ـ هل لا يصدقنا الخبر السوّاح الأجانب الذين يزورنكم ويتحدثون عن فنادق ومطاعم نادرة الوجود في أماكن أخرى من العالم, و عن مراقص.وملاه, وبذخ أثريائنا أصحاب الملايين من الدولارات وغيرها من العملات الصعبة؟. وعن سيارات لم يروا مثيلا لها في بلدانهم يسوقها أحيانا مراهقون من أولاد هؤلاء الأثرياء حديثي النعمة, وأبناء عظمائنا؟ .
ـ هل حديث بعض الصحف الغربية عن ثروات الأثرياء العرب وعن وبذخهم في الغرب, وعن المتسوقين من أشهر محلات الأزياء والمجوهرات في أوروبا, صباحا, العائدين للديار بطائراتهم الخاصة مساء, مجرد افتراء وهراء؟

ـ أم الأمر متعلق ببدء شح المصادر والثروات الطبيعية والبشرية ؟
ـ أم بفقر في الحس الوطني والأخلاقي والمسؤولية والتخطيط والكفاءة السياسية والإدارية؟.
أليس عجيب هذا السؤال الأخير وغالبية شاغلي الوزارات والإدارات إن لم يكن جميعهم, من أصحاب الكفاءات العليا: دكاترة . مهندسون. خبراء. رجال علم. متخصصون في العلوم الدقيقة, والعلوم الاقتصادية, والسياسية, والإنسانية. والدينية. وبشكل خاص من رجال أمن لا مثيل لكفاءاتهم؟.

ـ وأخيرا عزيزي المقيم وأمام هذا كله, الم يحن الوقت بعد للخروج شيئا فشيئا عن آداب مهنة الصمت المطبق؟.
ـ ألا تعتقد معي أن كل مهنة إن لم يتم تطويرها تتخشب وتتكلس, ويتعداها الزمن فتعطي عكس ما يراد منها؟.
ـ أليس اعادة التمرس على قول الحق وتسمية الأشياء بأسمائها, مع فداحة الثمن ــ الذي لا نعتقده أكثر فداحة مما تدفعه يوميا ــ هو الأفضل من الالتزام بقواعد لعبة أكثر راحة للطغاة من راحتها لك؟. د. هايل نصر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
صاحب الموقع
صاحب الموقع
Admin


ذكر عدد الرسائل : 2081
العمر : 29
المربع : <FONT face="Arial ,Tahoma" size="4" color="#FFFFFF"><marquee bgcolor="#000000" behavior="alternate" direction="right">لا تنسى ذكر الله </marquee></FONT>
تاريخ التسجيل : 06/10/2007

رسالة من مغترب إلى الوطن Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة من مغترب إلى الوطن   رسالة من مغترب إلى الوطن I_icon_minitime16th يناير 2008, 8:18 pm

ه يازين البدايه الكلام مشكووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bloz-ging.ahlamontada.com
مساري
مشرف علم الفلك
مساري


ذكر عدد الرسائل : 260
العمر : 30
المربع : <FONT face="Arial ,Tahoma" size="4" color="#FFFFFF"><marquee bgcolor="#000000" behavior="alternate" direction="right">لا تنسى ذكر الله </marquee></FONT>
تاريخ التسجيل : 12/12/2007

رسالة من مغترب إلى الوطن Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة من مغترب إلى الوطن   رسالة من مغترب إلى الوطن I_icon_minitime21st يناير 2008, 6:02 am

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليفربولي والراس عالي_
اداري سابق
ليفربولي والراس عالي_


ذكر عدد الرسائل : 1286
المربع : <FONT face="Arial ,Tahoma" size="4" color="#FFFFFF"><marquee bgcolor="#000000" behavior="alternate" direction="right">لا تنسى ذكر الله </marquee></FONT>
تاريخ التسجيل : 12/11/2007

رسالة من مغترب إلى الوطن Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة من مغترب إلى الوطن   رسالة من مغترب إلى الوطن I_icon_minitime4th أبريل 2008, 12:26 pm

مشكووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حايل
عضو جديد



ذكر عدد الرسائل : 26
المربع : <FONT face="Arial ,Tahoma" size="4" color="#FFFFFF"><marquee bgcolor="#000000" behavior="alternate" direction="right">لا تنسى ذكر الله </marquee></FONT>
تاريخ التسجيل : 12/12/2007

رسالة من مغترب إلى الوطن Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة من مغترب إلى الوطن   رسالة من مغترب إلى الوطن I_icon_minitime5th أبريل 2008, 6:42 am

مشكووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الزعيم
مشرف الكرة العربيه
مشرف الكرة العربيه
عاشق الزعيم


ذكر عدد الرسائل : 907
العمر : 29
الموقع : في قلب الزعيم
المربع : <FONT face="Arial ,Tahoma" size="4" color="#FFFFFF"><marquee bgcolor="#000000" behavior="alternate" direction="right">لا تنسى ذكر الله </marquee></FONT>
تاريخ التسجيل : 13/12/2007

رسالة من مغترب إلى الوطن Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة من مغترب إلى الوطن   رسالة من مغترب إلى الوطن I_icon_minitime16th أبريل 2008, 10:19 am

مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رسالة من مغترب إلى الوطن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البلوز العربي :: الأقسام الثقافيه :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: