يوميات بدوي في اليابان )2(

الثلاثاء 7-2-2001

في الصباح الباكر استيقظنا مبكرين في حوالي الساعة 8 ص اجتمعنا في الغرفة العامة،كان الجو شديد البرد، ولم نترك وسيلة حمياة الا تصدينا بها منه اكوام البجامات ومن فوقها البدلة ثم الجاكيت كضمان أخير ولكن دون جدوى، انطلقنا من البيت بأتجاه المحطة التي تبعد من البيت مسافة 2 الى 3 دقائق مشيء على الاقدام طبعا اليابانيين يستخدمون هذا المصطلح كثيرا فأذا ما اراد وصف مسافه فأنه يقول تبعد عن هنا 5 او 10 دقائق أي انه يقصد مشيا على الاقدام. المهم نحن دخلنا المحطة وكان معنا احد الشباب الذي امضى في اليابان حوالي 8 اشهر قبل فترة، ولكن حسنا ودرنا ولم نجد الطريق الي القطار المؤدي الي (تسرومي) الا بعد جهد جهيد لأن المشكلة اليابانيين لا يعرفون الا لغتهم القليل جدا جدا الذي يعرف يتكلم الانجليزية المكسرة. وشيء أخرلاحظته على اليابانيين فهم لا يحاولون التعامل مع الأجنبي لا ادري لماذا ولكن يبدو انهم يعتزون بأنفسهم لا علينا....
(JCCP) بعد وصولنا استصدرنا بطاقات الشركة، وبعد الظهر كان موعدنا لزيارة معهد في مدينة طوكيو كم كانت رحلة جميلة بالقطار، كنا نعيش في مدينة هادئة لقد خاب املنا في المدينة التي سكنا فيها فكل ما نعرفه عن اليابان انها صاخبة ولكن حينما وطئنا ارض طوكيو ظهرت لنا اليابان الحقيقية، بكل ما تعنية كلمة صخب الشوارع مقتضة بالناس الاسواق والبنايات الشاهقة والتطور قلت لصديقي :" نعم هذي هي اليابان التي سمعت عنها" ثم انطلقنا خلف مرشدنا الذي رغم انه يبلغ من حوالي السبعين ولكنه يسابقنا، ونحن نحاول ان نجد طريقنا خلال شوارع طوكيو الوسيعة والمقتضة بالمارة في نفس الوقت شيء لا يوصف وحضارة يصعب الحديث عنها، لا ادري ماذا اتكلم عنه هن النظام عن التطور عن الناس ام عن ماذا فكل شيء يستحق ان اكتب عنه الكثير دخلنا ابنية وخرجنا من ابنية وعبرنا ساحات وشوارع حتى بدى لنا بناية شاهقة، اخبرنا مرشدنا ان اسمها (شروق الشمس) سن شاين ، الادوار السفلية كانت اسواق راقية وجميلة يصعب وصفها ولكني لم اقف حتى اناظرها، اذ سرعان ما وصلنا الي المصعد اذ ضغط مرشدنا على الدور 59 وبدأنا نرقى بسرعة لقد احسسنا بتغير الضغط اذ انسدت اذاننا، وما هي الا لحظات حتى وصلنا الي مقر المركز، اذ وجدنا في استقبالنا احد الموضفين الذي قادنا الي احد الفصول الدراسية، وبعد لحظات استدعانا الي غرفة الاجتماعات حيث استقرينا في الطرف الايسر من طاولة الاجتماعات واليابانيون على الطرف الايمن بداء رئيس المركز بكلمة ترحيبية، تكلم فيها عن نشئة المركز الذي هو عبارة عن مركز تدريب اسسته شركات البترول اليابانية، لا يقصد من وراءة الربح، وتكلم عن علاقة اليابان بالسعودية وعن رغبتهم في تطويرها، ومحاولة دخول بعض الشركات اليابانية في استثمارات في السعودية، ثم دعانا لشرب القهوة، ثم القى احد الشباب المسؤل عنا كلمته شكرهم فيها، بعد ذلك بدأ كل شخص يعرف بأسمة. ثم وزعوا شهادات الدورة التي سنمضيها في شركة تشيودا، حيث أن معظم الدورات المقامة في اليابان يجب ان يوافق عليها من هذا المركز. بعد ذلك خرجنا الي استراحة تطل على العاصمة طوكيو الله... ما اجمل ان ترى كل شيء تحتك انه الشموخ، وما اجمل طوكيوا نظرنا الي المدينة والتقطنا بعض الصور التذكارية، حقيقة منظر يأخذ العقل، سبحت مع خيالاتي ولكن قاطعني المضيف اذ دعانا لحضور فلم فيديو وثائقي عن المركز، وعن الدروس المقدمة.
ثم اخبرنا ان هناك شخص من السعودية يتلقى درس (كورس) عرفنا به فأذا هو من شركة ارامكو. بعد ذلك غادرنا المركز بمثل ما استقبلنا به من حفاوة وتكريم،كان على المرشد اعادتنا الي مدينتنا ولكن احد الشباب قال لنتوقف في مدينة الالكترونيات (اكيهابرا) غادر المرشد ثم نزلنا الى المدينة على ذمة قائدنا السعودي الذي سبق ان امضى في اليابان 7 اشهر، تجولنا في المدينة فوجدنا معظم اسواقها تهتم بالألكترونيات والأجهزة الكهربائية، شيء غير طبيعي، دخلت احد المحلات وقال لي رفاقي سوف ننتظرك الى أن تعود، ولما خرجت لم اجد احد، انتظرت لحوالي نصف ساعة ولكن لم اجدهم، فغسلت يدي منهم واخذت اتسوق شاهدت احدث ما توصلت اليه التكنلوجيا، ولاحظت ان الاجهزة التي اصبحت قديمة عندهم يحولو لغتها الى الانجليزية ويكتبوا عليها لتصدير، درت وتجولت حتى تعبت ولما وصلت الساعة التاسعة، حاولت الوصول الي المحطة قبل تغلق محطة القطار، مشيت ولكني شعرت انني قد اضعت الطريق، يا اليهي ماذا افعل اوقفت احهم فلم يتكلم، ثم الاخر ولكنه لم يعرف ماذا اريد، ثم اوقفت امرأة ولكن لا تعرف أي كلمة من الانجليزية، ثم جلست لوحدي عند احد المحلات وجلست ابكي وابكي ماما يا ماما، ضعت حلوه احمد ضائع في اكيهابرا، ثم التقيت بأثنين ما شا الله عيال حمايل قالوا( وش فيك حبيبي عسى ما احد زعلك) ولكن لا يعرفون يتكلمون الانجليزية فجلست اشرح واشرح ولكن دون جدوى فلم اجد غير القول (يكوهاما) وجلست ارسم لهم شكل القطار ويا دوب فهموا.. فاخذوني الي محطة القطار، شكرا لك يا ياباني والله انك سنافي.. ورجال زين، على فكرة يقولون اذا اردت ان تسأل فحاول ان تسأل امرأة فهي تستجيب اكثر من الرجل وتحب تساعد كما نصحني من زار اليابان، نعم والله كلامهم صحيح، لقد وجدت المرأة اليابانية اكثر مساعدة رغم انها متحفظة وتحاول عدم الكلام مع الاجانب، مثلها مثل الرجل الياباني، ركبت القطار المتجه الي يوكوهاما، وفي كل لحظة اسأل احدهم هل هذا القطار ذاهب الي يوكوهاما فكل الوحات بالغة اليابانية، وبعد عدة محطات اخذني احدهم وقال اركب هذا القطار فهو اسرع لا يتوقف في كل المحطات فشكرته في القطار الثاني جلست اسأل عن يكوهاما حتى وصلت وفي يكوهاما بحثت عن الخارطة فلم اجدها في جيبي، وحاولت ان اتذكر اسم المدينة التي اسكن بها فلم استطيع، فكدت ابكي إن لم اكن بكيت، حاولت ان اتذكر الاسم ولفقت اسم قريب من ذلك الاسم فدلني احدهم على القطار الذي يؤدي الى تلك المدينة، وركبت القطار وأنا مبسوط ومرتاح والارض ما تسعني من الفرحة، فجلست اقلب اوراقي فوجدت ورقة كان قد أعطانا المرشد فيها عنوان السكن، فقرأته فاذا به يختلف عن ما قلت لهم فسألت أحدهم شاب كان يجلس بجواري، فقال كلام لم افهمة ولكني عرفت انني غلطان في الاتجاه وحينما وقف القطار في المحطة التالية ما قصر كان لحية غانمة وزي ما قال المثل (الدنيا لسع بخير يا..مدري أيش) معلينا ثم نزل بي وطلع وقال خذ هذا القطار وسوف يعيدك على يوكوهاما ومن يكوهاما اسأل عن هذه المدينة وقال هل تود مني مرافقتك الى هناك فقلت لا كثر الله خيرك ما قصرت يا الحية الغانمة، بس والله لا لحية ولا شنب بس وش ورانا نقول الحية الغانمة... وصلت يوكوهاما مرة اخرى وبعد عناء ركبت القطار المؤدي الي مدينتنا، ووصلت المحطة في مدينة ( تنوتشي) بس ما شاء الله عليه عرفت الطريق الى البيت.. ووصلت البيت ، فوجد رفاقي وقالوا وينك وين رحت فقلت، لا ولا حاجة تأخرت شوية اتسوق، وبعدين القطار بنشر وجلست اساعدهم ...لووووووووووول
فقال 3 من الشباب هل ترافقنا للعشاء فقلت رجلي ما تتحمليني من كثر ما مشيت، ولكني قررت ومشيت معهم، وتعشينا من م وين بتحزرو... للأسم كسرت كقاطعتي للبضاعة الامريكية... وراحت كل مبادئي موية في كلح( قصدي ملح في مويه) يعني الملح لما يذوب يبقى طعمة الحمد لله اقدر استرجعها في أي لحظة، ولكني تعشيت في ماكدونالز ساندويش سمك هذا الي نقدر نسوية...

ثم أويت إلى فراشي وما حصلش حاقة...

جامدة