** إرث المرأة ... الحاضر الغائب **

قد يكون الموضوع طويل ولكنه والله فيد

إرث المرأة ... الحاضر الغائب

حاضر بجسد يقظ حي في كتب الفقه والتفسير، أو في المجامع
الفقهية والندوات العلمية، بيد أنه في واقع المسلمين لا تسمع
له حراكا ولا ترى له أثرا إنه غائب غيبة منكرة !!

فريق يتنكر له بدعوى العصبية ، وفريق يجرمه بدعوى العيب ،
وفريق يتأفف بدعوى أن أمواله ستنتقل إلى الغريب ،
وفريق يبخس الحق فلا يدفع إلا أقل القليل ،
وفريق يعطى مبغضامن يعطيه حتى ليتمنى زواله ، وفريق ، وفريق، وفريق ....

وفئة قليلة لا تكاد تراها بعينك المجردة هي من تتقى الله وتعطى
الحق بلسان بشوش ونفس راضية وقلب مطمئن.

هذه أخت ترسل إلي رسالة مفادها أن والدها ترك لهم مالا وخيرا
، ولها من الإخوة الذكور اثنان لا ثالث لهما ونصيبها في تركة
أموال والدها الظاهرة كما تدعى نصف مليون ريال ، غير أن
أخاها الأكبر اشتكى إليها ضائقة حاله وكثرة عياله ، وقرر أن
يرطب خاطرها بأن يمن عليها بخمسين ألف ريال!! ومن ثم تتنازل
عن حقها في إرث أبيها ، وإن أبت فعنده من الوثائق ما يثبت
أن المتوفى رحمه الله باع كل ما يملك له ولأخيه.

وأمام هذا الإحسان العظيم والتفضل العميم لم تجد المسكينة خيارا إلا القبول!!!!

إنهما جانبان مُسْتَضْعَفَان : اليتيم ، والمرأة . وحقّان مغبون
فيهما أصحابهما : مال الأيتام ، ومال النساء ، لذا حرسهما
القرآن أشدّ الحراسة فابتدأ بالوصاية بحق مال اليتيم ، وثنّى
بالوصاية بحقّ المرأة في مال ينجرّ إليها لا محالة.

لكن القلوب إذا عميت لم تر إلا الباطل هدفا، والغي سبيلا
،والحيلة طريقا لتصل إلى ما تريد ولا حول ولا قوة إلا بالله .

لقد قال صلى الله عليه وسلم يوما : "اللهم إني أحرج حق الضعيفين؛ اليتيم والمرأة"
لما يعلمه النبي من نفوس تغيرها المادة وقلوب تتقلب لها.

وعادة الناس غريبة وعجيبة دائما يرهبون ذا السلطان القاسي
أو من يرتكن إليه، فإذا وجدوا ضعيفا أكلوه ، وغفلوا أن وراء
الضعيف رب منتقم ، أقسم أن لا تحجب دعوة مظلوم عنه ، وأنه
بعزته ينتصر لها ولو بعد أجل .

ولا يزال آكلوا حقوق الناس في غفلة عن وعيد الملك ، ظنا منهم
أن المنعة في الجمع والسطو على حقوق شرعها الله وحدودها حدها .

لقد شرع الله الميراث وحد للمرأة في الغالب الأعم نصف ما للرجل
لبناء جسر المحبة والمودة بين الأطراف ثم ليجد الرجل بعد ذلك
ما يستطيع به أن ينفق على ذا الحاجة من أهله ، فالنصف بعض
الحق لا كله . لكن البعض تناسى الحق غير المعلن وحاربوا الله فيما أعلن!!

إنها كلمة أسرها إليك فارعها سمعك يا يرعاك الله : بشر كل من
تعدى على ضعيف وأكل حقه بقوة أو بسلطة بمعركة خصمه فيها
الجبار الذي لا يقهر ، والقوي الذي لا يغلب ، ذو القوة المتين الذي لا يقف لغضبه شيء .

وأخبره أن يستعد لجولتين:

الأول : قطع رحم أمر الملك وصلها متوعدا من قطعها بقوله: " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ".

والثانية : تعديه السافر على حمى الملك وحدوده ، وقد قال الله سبحانه بعد آيات المواريث التي بين فيها نصيب كل وارث: "وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ"

ألا ما أغبى قوما باعوا آخرتهم من أجل دنيا فانية!!! اللهم
أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا
اجتابه.


تحيــــ للجميع ــــــاتي

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور